شكلت أفغانستان عبر التاريخ ممرا للتجارة بين
الشرق والغرب مما فتح لها شهية الغزاة، ولكن تضاريس البلاد وشعور
أبنائها بالاعتزاز جعلاها عصية على الغزو، ومع ذلك أعاقت
الخلافات القبلية عبر القرون ومعها التطرف الديني تقدم وتنمية
هذه البلاد.
وفي ما يلي بعض الحقائق عنها:
عدد سكانها بين 25 و28 مليونا من الطاجيك
والتركمان والأوزبك في الشمال، والهزاره في الوسط، والبشتون في
الجنوب. ويتحدث أهلها البشتونية والفارسية بصورة
رئيسية.
مساحتها 654.225 كم2 وتمتد وسطها سلسلة جبال
هندوكوش التي يصل ارتفاعها 24 ألف قدم.
يعود أول ذكر لكلمة أفغان إلى القرن الثالث
رغم أن لدى علماء الآثار أدلة على عمرانها منذ نحو 100 ألف سنة.
احتلها الإسكندر الأكبر في طريقه إلى الهند
قبل وفاته سنة 323 قبل الميلاد، مما أتاح لها أن تنعم بـ500 سنة
من السلام النسبي وأصبحت بوتقة انصهرت فيها الحضارات والأعراق
والديانات المختلفة.
وقد عثر على تماثيل عديدة لبوذا منحوتة في
الجبال الصخرية في منطقة باميان كمعلم على الديانة البوذية، ولكن
معاول التشدد الديني ومتفجرات الديناميت في يد طالبان نسفت هذه
التماثيل سنة 2001.
وصلت طلائع الجيش الإسلامي إليها سنة 642م
ولكن لم تظللها الديانة الإسلامية إلا في عهد جنكيز خان سنة
1219م الذي فقد أعز أحفاده في معركة باميان مما دفع جيشه إلى
تدمير المدينة وإبادة جميع سكانها الـ150 ألفا في غضبة جنكيز
خان.
حاول البريطانيون غزوها مرتين في القرن التاسع
عشر انتهت أولاهما بكارثة حيث أبيد الجيش البريطاني من
البريطانيين والهنود الذين زاد عددهم عن 16 ألفا خلال تقهقره من
كابل، وعاود البريطانيون الكرة سنة 1878 ولكن الهزيمة كانت من
نصيبهم رغم أن أفغانستان لم تحظ بالاستقلال إلا في سنة
1919.
غزاها الاتحاد السوفياتي سنة 1979 بحجة حماية
حدوده الجنوبية، إلا أنه انسحب بعد ذلك بسبع سنوات مدحورا وكان
ذلك نذيرا لانهيار الاتحاد السوفياتي.
دخل المجاهدون كابل سنة 1992 وكان ذلك مستهلاً
لحرب بين فصائلهم المختلفة أودى بحياة عشرات
الآلاف.
وفي عام 1994 شكل الملا محمد عمر حركة طالبان
واحتل كابل سنة 1996 وأعلن نيته إقامة "نظام إسلامي"، فمنع
الموسيقى وأجبر الرجال على إطالة لحاهم والنساء على إطالة ثيابهن
وارتداء النقاب الذي يغطي جميع جسد المرأة بما فيه
وجهها.
وفي عهده أقيمت معسكرات تدريب لمنظمة القاعدة
وتمت الإطاحة بنظامه عام 2001 على أيدي القوات التي قادتها
أميركا بسبب رفضه تسليم أسامة بن لادن وغيره ممن تحملهم أميركا
مسؤولية هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
تسيطر المليشيات التي تتبع زعماء الحرب الذين
تحالفوا مع أميركا على معظم أفغانستان، ولكن مقاتلي طالبان
مازالوا ينشطون في المناطق الشرقية والجنوبية رغم هجمات قوات
التحالف.
تسببت المقاومة في مقتل نحو 1000 شخص في العام
الماضي وأدت إلى إعاقة إعادة إعمار البلاد في ظل بنية تحتية
مدمرة واقتصاد تهيمن عليه تجارة المخدرات حيث تشكل أفغانستان
أكبر منتج ومصدر للأفيون والحشيش في العالم.
ورغم مليارات الدولارات من المساعدات مازالت أفغانستان من
أفقر دول العالم وأقلها مستوى من حيث الرعاية الصحية وأعلاها
نسبة أمية خاصة بين النساء وكذلك في مستوى وفيات الأطفال
والأمهات إضافة إلى ما شهدته مؤخرا من قحط
وجفاف
إنهاء عمالة الأطفال يحقق مكاسب اقتصادية
كبيرة